تقديم المفتي: محمد الأمين عبد الوهاب سدين
الشيخ بن آكَّه القلقمي (1338-1415هـ = 1920-1995م): ابن محمد نافع بن حمَّادِي بن سيدي محمد بن أبي بكر (آكه) بن عُبَيْد بن عبد الرحمن بن الإمام بن عبد الرحمن بن أَجَمَانَ بن الحبيب بن أبي بكر بن اعل بن شمس الدين بن سيدي يحيى الكبير (قلقم).
القاضي الأستاذ الفقيه المدرّس، صاحب العلوم الكثيرة والمعارف الوفيرة، الجامع بين المنطوق والمفهوم، الأديب، الورع الزاهد الأريب.
ولد بالحوض الشرقي، وحفظ القرآن في سن مبكرة وبفضل قدرته على الحفظ استوعب المتون، وفهم الفنون فتبحر في القرآن وعلومه، والفقه وأصوله، والحديث ومصطلحه، وتميز على أقرانه بالموسوعية في علوم الشريعة واللغة العربية، كان ـ رحمة الله عليه ـ شغوفا بطلب العلم فقرر الهجرة الى البلاد المغربية من الصحراء إلى سوس وفاس… وكانت رحلته تلك طويلة وشاقة خرج من مسقط رأسه محملا بزاد القناعة، وسلطان الفهم والرواية، لم تكن الطرق التي سلكها آمنة، بسبب اللصوص، المتربصين بالقوافل لسلبهم ونهبهم، رحلة محفوفة بالمخاطر واجه الطبيعة الصحراوية والتضاريس القاسية، قطع تلك المسافة الفاصلة بين الحوض الشرقي ومنطقة واد نون بجنوب المغرب مشياً على الأقدام، أو على ركاب خفيف، بين الصحاري والجبال الخطيرة، مواجها المخاطر فداء لطلب العلم، فلما وصل المغرب فشا علمه وعُرف وشُهر قدرُه، وعظم جاهه، فقدّروه قدره، واستعملوه في الأمانات فولي القضاء حيث اشتغل بالمحكمة الابتدائية بمدينة كلميم وانتهى به المطاف كعدل بالمحكمة الابتدائية بأكادير. فلا زالت شآبيب الرحمة تحفه وبرود الرضوان تلفه، وسحائب الألطاف تزفه.