أعلام

قبسات من حياة العارف بالله الشيخ (الملقب خو) ولد الشيخ أحمد القلقمي

قبسات من حياة العارف بالله الشيخ (الملقب خو) ولد الشيخ أحمد القلقمي

 

قبسات من حياة العارف بالله الشيخ (الملقب خو) ولد الشيخ أحمد القلقمي

تقديم : جدو ولد الشيخ أحمد

 

هو الصادق في والقائم بحقوق الربوبية الشيخ الملقب خو بن محمد الأمين بن سيدي محمد بن باب أحمد بن محمد الأمين (الملقب حمادينا) بن سيدي محمد القلقمي، لأمه عائشة السنوسي العلوية (أهل الجود – أولاد أبوهم)

حفظ القرآن في سن مبكرة على يد شقيقه الأكبر الشيخ باب أحمد (المعروف بالشيخ أحمد)، ثم درس العلوم المتعلقة بضبط القرآن وقراءاته حتى نال الإجازة. درس متون الفقه، ثم ما لبث أن سلك طريق الإحسان فأخذ الورد التيجاني الابراهيمي. عرف بحبه للقرآن والاشتغال به وتدريسه، حتى انتخب رئيسا لرابطة حفاظ القرآن الكريم بموريتانيا، وكثيرا ما كان المشرف على مسابقات حفظ القرآن التي تنظمها الوزارة الوصية. كانت الإمامة وتدريس القرآن شغله الشاغل، فتح الله عليه فتح العارفين بالله بداية تصوفه، فتجرد من الغيريات والاعتبارات، وارتبط بالحق ظاهرا وباطنا، لا يخلو مجلسه من الذكر والتدبر، عاش بسيطا متواضعا، عرف بالكرامات منذ كان صغيرا، وانتصار الحق له ودفاعه عنه « إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا…» صدق الله العظيم.

إن الحديث عن خو ولد الشيخ أحمد، هي رحلة في بحر الفناء في الله والذكر وتلاوة وتدريس القرآن، ارتبط بالقرآن ارتباطاً قويا لدرجة أنه إذا سئل عن الكلمة منه ذكر ما قبلها والتى وبعدها بعفوية منقطعة النظير. عرف بصفاء القلب و رجاحة العقل، نهل من العلوم اللدنية فكان له الحظ الأوفر في جوب الحضرات القدسية والحقائق الربانية إلى أن تربع في مقعد صدق عند مليك مقتدر، مستأنسا بالقرب الذاتي الذي لا انفصام له، وآثر إفراد الوجهة إلى معرفة الله، وانحاش بكله وكليته إلى الحق والحق فقط، فكان جزاؤه أن نفحت عليه حضرة الفضل بالفعل ما نفحت من الأسرار والمعارف والفيوضات والعلوم والفهوم والأنوار واللطائف على ما كان لديه من القرآن وفرقانه، فترقى بذلك أعلى مراكب العارفين الغواصين إلى أن وصل إلى ها أنت وربك بهذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب، إن هذا لرزقنا ماله من نفاد.

لقد كانت شخصية الشيخ (خو) أشبه بالسهل الممتنع، من يراه يجد أمامه شخصا من عامة الناس ومن يقترب منه لا يدرك شأوه، له عدة مؤلفات (خطب، تأملات قيد الطباعة..)، إضافة إلى مكتبة صوتية يحاضر فيها ويرد على أسئلة بعض المريدين (سنرفق نموذجا منها مع هذه القبسات).

بعد عمر حافل بالتقوى والورع والزهد وخدمة القرآن والذكر، ارتقى إلى الرفيق الأعلى عن عمر ناهز تسعين عاما، و ووري جثمانه الطاهر في مدفن سعيد بنواكشوط في يوم 27 سبتمبر 2018، تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته ونفعنا ببركته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى